الاحتفال بالإثنين الأخضر في قبرص: تقليد يجمع بين الطبيعة والبهجة

يُعرف الإثنين الأخضر محليًا باسم 'Καθαρή Δευτέρα' (Kathari Deftera)، وهو يوم يبدأ به الصوم الكبير للمجتمع الأرثوذكسي اليوناني في قبرص. يمثل هذا اليوم رمزًا للتجديد والنقاء، ويُحتفل به من قبل العائلات والأصدقاء في جميع أنحاء الجزيرة بمجموعة مميزة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية.

تُجرى الاحتفالات في الهواء الطلق في الطبيعة، مما يعكس روح هذا اليوم الخاص. تجتمع العائلات والأصدقاء في الحدائق والغابات والشواطئ، حيث يستمتعون بنقاء هواء الربيع. تُعد طائرات الورق الطائرة جزءًا محبوبًا من التقاليد، حيث تملأ السماء بعروض ملونة تمثل الحرية ورفع الروح عند بدء موسم الصوم الكبير.

يلعب الطعام دورًا هامًا في احتفالات الإثنين الأخضر. نظرًا لأنه بداية الصوم الكبير، تكون الوجبات نباتية بحتة. تتضمن الأطباق التقليدية 'طحينة'، 'حمص'، 'زيتون'، وأنواع مختلفة من السلطات الطازجة. الخبز الخاص المعروف باسم 'لاغانا'، وهو نوع من الخبز الغير مخمر، هو عنصر أساسي في هذا اليوم، غالبًا ما يكون مصحوبًا بمجموعة متنوعة من الخضروات المخللة. كذلك، تُعد المأكولات البحرية كالأخطبوط والحبار شائعة، حيث تلتزم بالقيود الغذائية للصوم وتضفي لمسة احتفالية على الوجبات.

إلى جانب تناول الطعام والطيران بالطائرات الورقية، تضفي الموسيقى والرقص جوًا من البهجة. تجمع الألحان والرقصات التقليدية القبرصية بين الناس، مما يعزز الإحساس بالمجتمع والتراث المشترك. بالنسبة للزوار، يُشكل المشاركة في هذه الاحتفالات نظرة حقيقية إلى الثقافة والتقاليد القبرصية.

لأي شخص يخطط لتجربة الإثنين الأخضر في قبرص، يُوصى بالانضمام إلى التجمعات المحلية والمشاركة في الأنشطة التقليدية. أحضر سلة نزهة تحتوي على أطعمة الصوم التقليدية، وطائرة ورقية، وقلبًا مفتوحًا جاهزًا لاحتضان الدفء والضيافة للشعب القبرصي.