عيد الغطاس، المعروف باسم ‘Τα Φώτα’ (Ta Fota) في اليونانية، هو احتفال مهم ونابض بالحياة في قبرص، يُختتم به موسم الأعياد بمزيج من الجدية الدينية والفرح الجماعي. يقام هذا الحدث في السادس من يناير، ومشبع بتقاليد الكنيسة الأرثوذكسية وهو من أكثر التجارب الثقافية المنتظرة في البلاد.
تدور احتفالات عيد الغطاس في قبرص حول مباركة المياه، التي ترمز إلى تعميد يسوع المسيح من قبل يوحنا المعمدان في نهر الأردن. يتم إجراء هذا الطقس في المدن والبلدات الساحلية، حيث يقوم الكاهن المحلي بمباركة البحر ويلقي الصليب في الماء. ثم يقوم السباحون الشجعان بالغوص لاستعادة الصليب، ويعتقد أن هذا الفعل يجلب لهم الحظ والبركات للعام الجديد. تكون الأجواء مليئة بالحماس والتوقعات، وتجذب جموع المشاهدين الذين يخرجون ليشهدوا هذا التقليد المحبوب.
خارج الطقوس الدينية المركزية، يتميز عيد الغطاس أيضًا بالتجمعات الجماعية المبهجة والموسيقى التقليدية والرقص. يمكن للزوار الانغماس في روح الاحتفال من خلال الاختلاط بالسكان المحليين، والاستمتاع بكرم الضيافة القبرصي التقليدي، ومشاهدة العروض الفولكلورية التي تبرز التراث الثقافي الغني للجزيرة.
يلعب الطعام دورًا أساسيًا خلال احتفالات عيد الغطاس. يُشجع الزوار على التمتع بالأطعمة القبرصية الموسمية مثل ‘فاسيلوبتا’ – كعكة خاصة مخبوزة مع عملة مخبأة بداخلها، ترمز إلى الحظ والازدهار. بالإضافة إلى ذلك، يتم الاستمتاع بالأطباق الشهية مثل ‘كليفتيكو’ (لحم ضأن مطهو ببطء) ومجموعة متنوعة من أطباق ‘المزة’ التي تضم العديد من الأطباق الصغيرة، مثل الحلوم والتزاتزيكي والخضروات المشوية خلال الاحتفالات. تذوق هذه النكهات الأصيلة طريقة غامرة لتجربة الثقافة المحلية عن كثب.
سواء اجتذبتك القيمة الدينية أو الفرح الجماعي أو الروائح الشهية للمأكولات التقليدية، فإن الغطاس في قبرص يقدم تجربة لا تُنسى تجمع بين جوهر تقاليد الجزيرة وروحها الجماعية النابضة بالحياة.